توعّد وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم السبت، بالردّ على إطلاق حزب الله صواريخ من لبنان باتجاه المستوطنات الشمالية، متهماً إياه بالوقوف وراءها، في أحدث هجوم منذ 4 أشهر. فيما أعلنت وسائل إعلام لبنانية تعرّض مناطق بالجنوب لقصف مدفعي.

وقال كاتس إن “الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية أي صاروخ يطلق من أراضيها، وأضاف أنه أصدر تعليمات للجيش بالرد على نحو مناسب على إطلاق الصواريخ”.

بدوره توعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالرد "بقوة"، وقال في بيان على منصة إكس: "أجرى رئيس الأركان الجنرال إيال زامير تقييماً للوضع في أعقاب إطلاق القذائف الصاروخية من لبنان صباح اليوم".

وأضاف أن "دولة لبنان تتحمل المسؤولية عن الحفاظ على اتفاق وقف النار".

لبنان يحذر

حذر رئيس الحكومة نواف سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، وشدد في بيان على "ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها مَن تمتلك قرار الحرب والسلم".

وفي وقت سابق أعلنت وسائل إعلام لبنانية، صباح اليوم السبت، تعرّض محيط بلدة مركبا ومحيط بلدة يحمُر جنوب البلاد، لقصف مدفعي إسرائيلي.

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان عبر منصة "إكس" رصد 3 صواريخ عبرت من الأجواء اللبنانية، واعتراضها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.

وأضاف جيش الاحتلال أن اعتراض الصواريخ الثلاثة جاء إثر تفعيل صفارات الإنذار في مستوطنة المطلة (شمالي إسرائيل) عند الساعة 07:32 و07:34 بالتوقيت المحلي (05:32 و05:34 ت.غ).

وأفادت وسائل إعلام عبرية بينها صحيفة "معاريف" بأن الصواريخ الثلاثة التي اعترضتها منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية "كانت ضمن 6 صواريخ أطلِقت من لبنان، سقط 3 منها داخل الأراضي اللبنانية".

وأضافت: "فاجأ حزب الله "إسرائيل" صباح اليوم بهجوم مباغت حين أطلق 6 صواريخ خلال دقيقتين مستهدفاً بلدة المطلة"، مشيرة إلى أن هذا الهجوم "سيحدد مستقبل الشمال في الساعات المقبلة".

من جانبها، ادعت "القناة 12" العبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "رد بقصف مدفعي على مناطق إطلاق الصواريخ من لبنان".

يأتي إطلاق الصواريخ من لبنان تجاه "إسرائيل"، للمرة الأولى منذ دخول الهدنة بين البلدين حيز التنفيذ، وبعد أيام من استئناف تل أبيب حرب الإبادة في قطاع غزة وتكثيفها الغارات الجوية ضد جميع أنحاء القطاع.

ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، ارتكبت "إسرائيل" 1091 خرقاً له، ما خلّف 84 قتيلاً و284 جريحاً على الأقل، وفق بيانات رسمية لبنانية.

وبدأ عدوان "إسرائيل" على لبنان في 8 أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر الماضي، ما خلّف 4 آلاف و115 قتلى و16 ألفاً و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

وكان من المفترض أن تستكمل "إسرائيل" انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير الماضي، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير الماضي.

ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصلت "إسرائيل" المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن حتى الساعة موعداً رسمياً للانسحاب منها.

كما شرعت مؤخراً في إقامة شريط حدودي يمتد إلى كيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان، وفق رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.