أحدث الأخبار
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد
  • 06:07 . اليمن.. قوات موالية لأبوظبي تسيطر على عاصمة وادي حضرموت ووفد سعودي يصل لاحتواء التوتر... المزيد
  • 11:58 . مفتي عُمان: العدوان على غزة يتصاعد رغم الاتفاق وندعو لتحرك دولي عاجل... المزيد
  • 11:49 . ترامب يجمّد الهجرة والتجنيس لمواطني أربع دول عربية... المزيد
  • 11:37 . السعودية تقر موازنة 2026 بعجز يتجاوز 44 مليار دولار... المزيد
  • 11:18 . الأمم المتحدة تصوت لصالح إنهاء احتلال فلسطين والجولان... المزيد

نتذكرهم.. باقرأ!

الكـاتب : ناصر الظاهري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

ناصر الظاهري
في مديح من علمني حرفاً، وهم كثر، أشخاص كان لهم حضورهم في حياتك، منهم من علمك ما معنى اقرأ، ومنهم من درّسك ماذا تقرأ؟ ومنهم من سرّب لك كتباً غير منهجية لتقرأ، ومنهم من دلّك ما تقرأ، وكيف تقرأ، ولمن تقرأ، ومنهم من لم يستطع أن يتخلى عن صفة المعلم، فكان يتبعك ويتابعك بكتب مجانية، ولو كانت مقروءة، وعلى متن صفحاتها هوامش وتعليقات، وصفحات مثنية أطرافها، لكنها كلها كانت تعمل شيئاً في الرأس جميلاً، ويبقى، هم كثر أولئك الأشخاص الذين تركوا أثراً في القلب، وفعلاً في الرأس، وإن ذهبوا، ما زالت الذاكرة طريّة بهم، وما زلت تذكرهم وتتذكر.
هناك مكتبات توزعت على الأماكن، بدءاً من مكتبة القدس القديمة في العين، ومكتبة الشرعبي القديمة بأبوظبي، ومكتبة ربما كان اسمها الثقافة الجديدة، في شارع المطار، كانت فيها كتب مختلفة، ومخالفة، مكتبات القاهرة، مكتبات بيروت، مكتبات في شارع المتنبي ببغداد، كانت كلها تمنعك أن تمر بجانبها سراعاً، بعض هذه المكتبات لا تزال رائحتها عالقة في الأنف، كمكتبات في حي الحبوس في المغرب، مكتبة مدبولي في القاهرة، مكتبات عتيقة في دمشق، وأخرى متربة في اليمن، اليوم أصبحت هذه المكتبات مختصرة في مكتبات الأسواق الحرة في المطارات التي تضطرك ساعات الانتظار أن تقلب كتبها النظيفة، والمغلفة بالبلاستيك اللماع، وتحمل «باركود» مقيت، تبدو في تلك الأمكنة الباردة، مثل الكتب السياحية أو التي تصدرها وزارات الإعلام في آخر اللحظات، تداركاً لفوات مناسبة ما. هناك أرصفة في مدن كثيرة، في شارع السعدون ببغداد مثلاً، أرصفة الدار البيضاء، وأكشاكها مثلاً، أرصفة شارع الحمراء ببيروت، وأكشاكها مثلاً، أرصفة الكتب في القاهرة، وسور الأزبكية مثلاً، أكشاك على نهر السين في باريس، وما تعتق فيها من حبر وورق.

هناك مدن محرضة على القراءة، ودائماً ما تستقبلك بكتب لن تضيق بها مكتبتك، كدمشق، وبيروت والقاهرة، وبغداد حينما كانت بغداد، هناك معارض للكتب تتبع تلك المدن وغيرها، كنت تتبعها، حينما كان لا يستبد بك التعب، وكانت زيارات لما على الهامش من ثراء، ومتعة الإنصات، ومتعة المناقشة، ومتعة رؤية أصدقاء الحبر والقلم، وما يسطرون، وكان لكل معرض كتاب نكهته الخاصة، ولا تتشابه أبداً لمن يعرفها، يكاد أن يكون لكل عاصمة معرض كتاب، كلها جميلة، وفيها خير للناس، وكلها تعمل رجّة غير عادية في أيامها، وتذهب بشوقها، غير أن أربعة معارض ظلت صديقة، ولا تريد لها إلا أن تبقى، معرض الشارقة، وأبوظبي، وبيروت، والقاهرة.

اليوم.. حينما يكون هناك معرض كتاب، أو تقبض عليك مكتبة في إحدى المدن التي تحبها، ولا تجعلك تمر، تتذكر كل أولئك الناس الجميلين الذين شاغبوا هذا الرأس مرة، وقالوا لك: اقرأ!