أحدث الأخبار
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد
  • 06:07 . اليمن.. قوات موالية لأبوظبي تسيطر على عاصمة وادي حضرموت ووفد سعودي يصل لاحتواء التوتر... المزيد
  • 11:58 . مفتي عُمان: العدوان على غزة يتصاعد رغم الاتفاق وندعو لتحرك دولي عاجل... المزيد

السير باتجاه منطقة وسطى

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان
أتذكر ذلك اليوم من عام 1993 حينما كنت عائدة من ولاية ميريلاند بصحبة أخي الذي كان يدرس الهندسة في واشنطن ووالدتي التي كانت تتلقى العلاج هناك، في طريق العودة، أخطأ أخي الطريق ودخلنا في طرقات ملتبسة، في تلك الأيام لم يكن هناك سوى الخرائط للسير على هداها، لم يكن هناك هذه الوسائل المرتبطة بالأقمار الصناعية، ولما كنا امرأتين ورجلاً فقد ظهر التباين في طريقة التعامل مع الظروف واضحاً جداً، والدتي اقترحت أن نتوقف عند إحدى محطات البترول لنستفسر، وأنا وافقتها الرأي، أما أخي فالتزم الصمت تماماً، وبدا كأنه يعاني ورطته الخاصة، ويريد منا أن نصمت ليعالج المشكلة بطريقته.

يومها لم يسأل أخي أحداً، ولم يقبل من أي منا أن تتبرع بالمزيد من الاقتراحات، ولم أكن أعلم أنه شخص عنيد أبداً، لكنني بدأت أتفهم أن الأمر لا علاقة له بالعناد بقدر ما له علاقة بطريقة تفكير يتميز بها الرجل تختلف عن المرأة، والأمر هنا خارج دائرة الأفضل والأسوأ، إنها طريقة مختلفة لكائن مختلف، بمعنى أن الرجل يختلف عن المرأة تماماً في تعاطيه مع الظروف وفي طريقة تفكيره وزوايا الرؤية التي يطل من خلالها، تلك قضية محسومة، لكن غير المحسوم حتى اليوم تفهم المرأة لهذا الاختلاف وتفهم الرجل كذلك.

قرأت بعد هذه الموقف، كتاباً قيماً وشيقاً لكاتب أميركي وضع أصبعه على الجدلية المستمرة عبر التاريخ، الخلاف الذهني الفارق والشاسع في التعاطي مع المواقف وردات الفعل المترتبة عليها بين كل من المرأة والرجل، الكتاب صار الأشهر بعد صدوره كما حجز مكانته طويلاً على قائمة الكتب الأكثر مبيعاً حول العالم وترجم للغات كثيرة تحت اسم ذائع الصيت “الرجال من المريخ والنساء من الزهرة” قرأه رجال كثيرون وقرأته نساء بلا عدد، لكن كأن أحدا لم يستفد من المعادلة التي سطرها الكاتب بوضوح شديد من خلال كم هائل من المواقف والقصص والحكايات والشروحات.

بدأ الكاتب فكرته بهذه الحكاية “ذات يوم نصحت امرأة هندية ابنتها التي تزوجت في التو قائلة: تذكري يا ابنتي انك امرأة وأنه رجل، وأنكما كائنان مختلفان كأنكما جئتما من كوكبين نائيين، ستجدين زوجك في أيام كثيرة عود من الخارج صامتا يدخل غرفته ولا يكللم أحدا، كما انه لا يريد لأحد أن يقتحم صمته، في هذه الحالة فإن الرجل يدخل كهفه لسبب ما، ويضع على باب الكهف تنيناً، فلا تحاولي أن تقتحمي الكهف بإصرار أحمق لأنه التنين قد ينفث عليك من فمه ناراً تحرقك، اتركيه في كهفه، فإنه سيخرج لا محالة وسيحدثك بكل شيء ساعة يريد.

هذه الهندية الحكيمة اختصرت المشكلة‏‭ ‬وعرفت‭ ‬أصلها‭ ،‬الرجل‭ ‬اذا‭ ‬عاد‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬صامتا‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬شيئا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬عنه‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬أحدا‭ ‬أن‭ ‬يسأل‭ ‬عنه‭ ‬حتى‭ ‬يقوله‭ ‬هو‭ ،‬هو‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يحترم‭ ‬صمته، ‬بينما‭ ‬المرأة‭ ‬تعتقد‭ ‬بأن‭ ‬الرجل‭ ‬يشبهها‭ ‬فهي‭ ‬اذا‭ ‬ضاقت‭ ‬ذرعا‭ ‬بالحياة‭ ‬وتأزمت‭ ‬فإن‭ ‬الكلام‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يريحها‭ ‬لا‭ ‬الصمت، هي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تتحدث‭ ‬وتريد‭ ‬أن‭ ‬تسأل‭ ‬عما‭ ‬بها‭ ‬، ‭ ‬واذا‭ ‬لم‭ ‬يسألها‭ ‬من‭ ‬حولها‭ ‬فسرت‭ ‬ذلك‭ ‬بعدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬وباللامبالاة‭ ‬..‭ ‬تتعقد‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التباين‭ ‬وتتعقد‭ ‬أكثر‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬التفهم‭ ،‬الحياة‭ ‬كلها‭ ‬تحتاج‭ ‬منا‭ ‬سيرا‭ ً‬باتجاه‭ ‬منطقة‭ ‬تفاهمات‭ ‬وسطى‭.