أحدث الأخبار
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد

جحيم الألعاب النارية

الكـاتب : علي أبو الريش
تاريخ الخبر: 30-11--0001

في رمضان والفرحة غامرة بهذه المناسبة الدينية يمارس البعض اللعب بالنار، فيحرقون ويخسفون وينفسون ويكبدون أرواحاً تذهب عبثاً لأسباب عبثية بهلوانية لا يحسب البعض لها حساباً إلا بعد فوات الأوان، وبعد أن تصبح الخسائر فادحة ومكلفة. لا أعتقد أن مثل هذا الكلف سيشاع بين الناس ومن داخل أفنية المنازل أو في الأزقة والطرقات المزدحمة بالبشر، لولا الغفلة والتساهل والتجاهل من قبل من لديه سلطة إيقاف هذا العبث «فمن أمن العقوبة أساء الأدب»، وهؤلاء لا يجدون الرادع ولا الوازع، ولا المانع، ولا الدافع إلى تحري الدقّة والاحتراس من القيام بمثل هذه الأفعال المسيئة التي تكلف المجتمع والعائلات أثماناً باهظة وفي عز فرحة الإنسان وبهجته، في هذه المناسبة العزيزة، تذرف الدموع وتحرق الأكباد، وتستاء البلاد والعباد. أعتقد أنه لا بد من قرار صارم وحازم يكبح الجماح، ويكسر جناح الذين يطيرون بأفئدة مثل الإسفنج لا يهمهم ضحايا طالما هم يستطيعون التعبير عن أهوائهم بكل حرية، وفي الهواء الطلق.

العقاب الشديد لا بد منه في مثل هذه الحالات، ولا بد أن يوجه للبائع والمشتري على حد سواء، لأن الاثنين يشتركان في الجريمة، ولأن الاثنين يخرجان عن النص، ولأن الاثنين لا يخشيان لومة لائم، ولا يفكران بالعواقب، ولا المثالب ولا النواكب، الأمر الذي يجعل من شمولية الجزاء لكل من تسول له نفسه في بيع أو شراء هذه الأدوات القاتلة، ولكل من يتجاوز حدود العقل، ويركب موجة الفوضى ويتحدى الضمير ويمارس هواية تقود إلى الهاوية ويطرق سبلاً لا تؤدي إلا إلى سبيل الموت والهلاك، ويسير بالحياة نحو الرعب والفزع.

الألعاب النارية أصبحت اليوم بخطورة حوادث السيارات والأمراض الخطيرة، وبخاصة في المناسبات الدينية والاجتماعية، وأصحابها وممارسوها تعجبهم الألوان الغامقة مثل الثيران الإسبانية، لذلك فإن من ليس له عقل لا بد من رصف عقله بالقيود التي تحميه وتحفظ غيره من الأخطار، ولا بد من وضع القوانين التي تقف صداً ورداً ضد ألعاب لا نتيجة لها غير المأساة، والكوارث التي تخلف حزناً وأسى، وبؤساً، ولو تصورنا أن أباً أو أماً، فقدا عزيزاً عليهما بسبب هذه الألعاب، ألعاب الموت، فماذا ستكون النتيجة، فمن يضع نفسه مكان هذين الوالدين، يشعر بقيمة المأساة وحجم الفاجعة التي تلم بالناس عندما يخسرون فلذات أكبادهم، وعندما يفتحون عيونهم على جثّة ابن لهم أو إعاقته فهذه تساوي ألف وألف عقاب لكل من يتسبب في مثل هذه النتائج الوخيمة والخيبات التي تقطع القلوب وتتلف الأرواح، وتفجع وتدمع وتخضع الإنسان إلى ندم، يوم لا يفيد الندم، وتوقعه في دوامة الحزن، والحزن لا يعيد مفقوداً، إذاً لا بد من الفكاك من مثل هذه الظواهر السيئة، ولا بد من الخلاص من عادات أصبحت مرتعاً للخوف والفزع والجزع.