أحدث الأخبار
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد
  • 06:07 . اليمن.. قوات موالية لأبوظبي تسيطر على عاصمة وادي حضرموت ووفد سعودي يصل لاحتواء التوتر... المزيد
  • 11:58 . مفتي عُمان: العدوان على غزة يتصاعد رغم الاتفاق وندعو لتحرك دولي عاجل... المزيد
  • 11:49 . ترامب يجمّد الهجرة والتجنيس لمواطني أربع دول عربية... المزيد
  • 11:37 . السعودية تقر موازنة 2026 بعجز يتجاوز 44 مليار دولار... المزيد
  • 11:18 . الأمم المتحدة تصوت لصالح إنهاء احتلال فلسطين والجولان... المزيد

تهذيب «المحتوى»

الكـاتب : علي العمودي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

علي العمودي
للمرة الثانية في أقل من شهرين، يحرج مورد أفلام إدارة الرقابة على المحتوى الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام، ويتجاوز دورها.

كانت المرة الأولى مع واقعة فيلم «ذئب وول ستريت»، عندما تجرأ المورد بعرضه في دور السينما بالدولة، وقد بتر منه نحو أربعين دقيقة من فترة عرض الفيلم، الذي تزيد مدته على الساعتين. ولم يكتفِ أصحاب دور العرض بهذا التجاوز، بل قاموا بوضع لافتات فيها تبرر عرض الفيلم مبتوراً بتلك الصورة المخلة لسياقه البصري والدرامي بأنه جاء لـ«أسباب خارجة عن إرادتهم» في إيحاء للجمهور بأن إدارة الرقابة هي المسؤولة. وقد سارعت الإدارة في حينه للكشف عن ملابسات ما جرى، جراء جشع المورد لتحقيق أعلى عائد من فيلم يعج بالمشاهد المخلة والألفاظ البذيئة، فبتر لقطاته بتراً مجحفاً من أجل تمرير عرضه وتصنيفه ليكون متاحاً لجميع الفئات العمرية، وبالتالي زيادة عائداته المالية، فكانت الصدمة والخيبة لكل المشاهدين من التصرف الذي يبدو أن السكوت عنه دفع لتكرار السيناريو، ولكن هذه المرة بالعربي!.

فقد صُدم محبو السينما - وأعد نفسي منهم - بفيلم عربي مقزز مشوه مسروق من الألف إلى الياء حتى بملصقه الدعائي من فيلم أجنبي، يعتمد فقط على جسد وحركات المغنية بطلته التي لا تمت لعالم السينما والتمثيل من قريب أو بعيد.

وارتفعت أصوات المشاهدين بالشكوى من انحدار مستواه، بالصورة التي جعلت حتى من شاهده يرفض ذكر اسمه لاعتقاده أنها شبهة بحد ذاتها. ولتثير معها تساؤلات عديدة حول الجهة التي سمحت بعرض الفيلم من الأساس.

وللمرة الثانية، يظهر الدور غير المسؤول لبعض موردي الأفلام ممن لا يهمهم سوى تحقيق المزيد من الأرباح والأموال، ودون أدنى اكتراث للمجتمع وقيمه، وهي القيمة الأسمى التي يفترض بها أن تحرك أي جهة وتحدد التزاماتها في البيئة التي تعمل منها وفيها.

وقد اضطرت إدارة المحتوى الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام لإعادة النظر في عرض الفيلم، وشكلت فريقاً رقابياً بعد استدعاء المورد، وجرى حذف مشاهد إضافية، ولوحت باتخاذ إجراءات بحق دور العرض غير الملتزمة بالتصنيف العمري للأفلام.

ومع احترامي لوجهات نظر وآراء الذين يعتقدون أن الأمر مجرد اختلاف في الأذواق والميول، وصعوبة الرقابة على دور العرض؛ لأن المسألة شخصية، وتعود لكل شخص في اختيار الفيلم الذي يريد مشاهدته. إن الرقابة دورها أكبر وأهم من مجرد «تهذيب المحتوى»، فما يعرض، ويتطلب تدخل الرقابة ليس فقط تلك النوعية من الأفلام التي تخاطب غرائز المراهقين، وإنما هناك أفلام تروج لمغالطات تاريخية ودينية تحتاج للحزم، كما جرى مع فيلم «نوح» وكذلك الجدل حول إجازة فيلم «آلام المسيح» من قبل، وعند عرض مسلسل «عمر».

وهناك فرق بين حرية التعبير والإبداع، وبين تسميم العقول بعرض مغالطات تاريخية أو الترويج للتطرف والإرهاب. وحتى في معاقل صناعة الأفلام مثل «هوليوود»، عديدة هي المرات التي تدخلت فيها الجهات المختصة وحجبت أعمالاً يمثل عرضها خطراً على قيم وأمن تلك المجتمعات. و«رقابة المحتوى» مدعوة لتفعيل المقص للتصدي لأمثال هذه النوعية من الموزعين وبضاعتهم الفاسدة الخالية من أي «روح» وذوق وفن.