أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

صديقتي أريد أن أراك!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 01-05-2015


عندما قررت إحدى الشركات التجارية أن تفتتح تجربة التسوق الذاتي من محال البقالة العائلية فإن الرهان كان على انبهار الناس بالتكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى اعتقادهم الجازم بأن المجتمعات الحديثة هي في الأساس مجتمعات شابة فتية، يشكل الشباب فيها الشريحة الأكثر عدداً، والأكثر سيطرة وحيوية، وعليه فهم الأكثر ميلاً لهذا النوع من الصرعات الحديثة، المتسقة مع روح الحداثة والتقنية، اعتمد المتجر في فكرته على التسوق الذاتي، فلا وجود لباعة بشريين، بل مجرد أزرار وأساليب تقنية متقدمة، يضغط عليها المشتري، ليجد بضاعته في نهاية المتجر يتسلمها ويدفع ثمنها عن طريق بطاقته الائتمانية، وعلى الرغم من كل المبررات التي دفعت لإنشاء هذا النوع من المتاجر إلا أن التجربة لم تنجح، والمتجر أغلق أبوابه بعد فترة، كان ذلك في إحدى المدن الأوروبية المتقدمة! أعطي الناس أسباباً لعدم حماستهم للتجربة، فكان أن ذكروا بأن التعامل مع البشر يبقى خياراً إنسانياً، لا يمكن التخلص منه هكذا بهذه السهولة، يحتاج الإنسان إلى أن يتكلم ويسأل، ويطلب المساعدة، ويستفسر عن بعض ما يجهله، يحتاج في أي مكان إلى اللمسة الإنسانية التي يشكل اختفاؤها حالة من التوتر والقلق، والشعور بعدم الراحة، قالت سيدة ممن سئلوا: «إنها تهتم كثيراً بالتحدث والتلامس الإنساني»، وتعني لها الابتسامة والتحية الشيء الكثير الذي لا يمكن أن توفره المتاجر التكنولوجية أو الافتراضية، فحتى الشباب الصغار يشعرون بالفزع في نهاية يوم لا يتعاملون خلاله مع أصدقائهم وأفراد من عائلتهم، حيث يشكل وجود إنسان آخر بالقرب منك أو معك أو بصحبتك حالة من الشعور بالاطمئنان حتى لو لم تتحدث معه! قرأت مؤخراً رسالة من صديقة لصديقتها تقول لها إنها تريد أن تلتقيها بعيداً عن كل أشكال اللقاءات الدارجة الافتراضية والملتبسة واللاإنسانية، بعيداً عن تويتر والفيس بوك والواتس أب والإيمو والفايبر والسكايب، بعيداً عن رسائل الإيميل والماسنجر والصور الفاقعة الألوان وغير الحقيقية، بعيداً عن الصور المزخرفة المعروضة للفرجة، والتباهي وملء الفراغ النفسي، تريد أن تلتقيها هكذا، كما يلتقي الناس الطبيعيون وجهاً لوجه، ببساطة اللقاء حول طاولة واحتساء القهوة والثرثرة في وحول أي شيء بعيداً عن تصنع الحكمة والمثالية والجمال والأناقة، كما على مواقع التواصل الاجتماعية! كلما أمعن الإنسان في الهروب من نفسه، كلما شعر بالخوف من نفسه ومن الآخرين، وهو ما يدفعه أكثر للاقتراب من نفسه ومن الآخرين، لمعالجة الخوف، وردم تلك الهوة السحيقة التي تنشأ نتيجة ذلك التباعد، وذلك الهروب الغبي واللا مبرر!