أحدث الأخبار
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد

هل يعود الربيع؟

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 08-02-2016


ذهب الربيع العربي وأعقب صراعات حادة في بعض المناطق العربية. البعض يترحم على الربيع، ويؤكد رحيله لأنه فصل يطوى مثلما هي عادة الفصول. لكن الحقيقة تقول أيضا إن الفصول تذهب وتعود. لم تبدأ ظاهرة الربيع العربي عبر نوايا أو فعل جهة محددة، كان انفجارا لظروف اقتصادية وسياسية راكمها التاريخ على المجتمع. لم تكن هناك قوة تستطيع منع التغيير الذي حصل، بل المفارقة أن محاولة منع التغيير بالقوة تعجل في قدومه. وقد شاهدنا كيف أن أعنف الأنظمة العربية هي بالتحديد من تمت الثورة عليها.
كان هنالك فراغ بعد إسقاط الأنظمة، نشوة الثورة قد توصل إلى إسقاط نظام، لكنها لا تكفي لأجل تأسيس ما بعده. هذا الفراغ لم تملأه القوى المدنية القادرة على إنجاز التحول الديمقراطي، بل اهتبلته مرة أخرى قوى الدولة العميقة التي قابل وجودها فورا وجود الجماعات المتطرفة التي استفادت هي بدورها من هذا الفراغ. لم تتحول الديمقراطية -التي رأينا ملامحها تتبدى في الحالة التونسية- إلى مادة ثقافية حيوية تتفتح مسارات تطبيقها وتلوكها ألسنة العرب يوميا وتتجادل عقولهم حولها، لقد تحولت معايير الشرعية السياسية، ونحن نعيش اليوم في عصر توالت فيه الموجات الديمقراطية عالميا، وتحولت معظم البلدان إلى ثقافة مشاركة نسخت كل أنواع الشرعية القديمة التي كانت قائمة على القوة وسلطة التغلب القادمة من شرعيات تراثية.
إن جزء أصيلا من كل هذا الصراع العربي يعود إلى الرغبة في تغليب الشرعيات القديمة والتقليدية التي تتعارض مع الأصول المدنية القاضية بمشاركة الناس والتداول الديمقراطي للسلطة. ولكون هذه الأقطاب المتصارعة اليوم من قوى استبداد عميقة أو قوى متطرفة تتكئ على مرجعيات تقليدية أو تراثية، فإن حصيلتها من الدعم والزخم الشعبي أعظم مما تحصلت عليه قبيلاتها من القوى المدنية. وهذا أمر متوقع وحتمي ما دامت الثقافة مستقرة لم تتغير ولم تحتضن مفاهيم مدنية حديثة.
إن المعركة أمام التغيير صعبة، فالنخب السائدة والقائمة حاليا هي من تصارعه، وهي تلقائيا تتحول إلى حرس قديم للوضع القائم، أليس هذا الوضع بالتحديد هو ما أوصلهم إلى ما هم فيه من نخبوية وسيادة؟! إن المؤسسات القديمة غير قادرة على إصلاح مشاكل عميقة كانت هي بالتأكيد من أسبابها؛ لذا فإن عدم نجاح الربيع العربي اليوم يعني عودته لاحقا، حتى مع كل المحاولات الوقائية التي تنجح فقط في تأجيل الأزمات، بلا حلول أصيلة لها.
قال ابن خلدون: «إن الهِرَم إذا حل بالدولة لا يرتفع». هذا هو الترهل الناتج عن العطالة والتقصير الإداري وغياب العدالة المجتمعية، لذا الحل لدى ابن خلدون يكمن في تبدل جذري تستمر به الحياة، وبداية جديدة وصفها بقوله: «وإذا تبدلت الأحوال جملة فكأنما تبدل الخلق من أصله، وتحول العالم بأسره، وكأنه خلق جديد ونشأة مستأنفة وعالم محدث». يعلق الجابري على كلامه بأن «الثورة» هي سبيل ذلك التبدل الذي أراده ابن خلدون، فيقول: «حالة واحدة يمكن أن تتجاوز الهرم، هي تلك التي نسميها اليوم بالثورة التي تقوم حين يصبح كل شيء في الدولة لا يستطيع مواصلة السير، وذلك حين تتبدل أحوال البلد جملة» (نقد الحاجة إلى الإصلاح، 222).