أحدث الأخبار
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد

آخر حكاية أندلسية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-02-2016


(المخطوط القرمزي)، رواية إسبانية تحكي قصة أندلسية خالصة، كتبها الإسباني الكبير أنطونيو غالا، بنَفَس أندلسي صرف، محاولاً تبرئة ساحة آخر ملوك المسلمين الأندلسيين (أبو عبد الله الصغير)، وإن لم يفلح في نفي الكارثة التي حدثت في عصره، وهي ضياع آخر الممالك (غرناطة)، فعلى الأقل، حاول جاهداً، وعبر سرد تفصيلي، وصل حافة الملل أحياناً، أن يقدم قراءة مغايرة لأسطورة الاستسلام والخنوع والهزيمة البائسة التي أضاعت ملكاً عظيماً لم يحافظ عليه!

ليس أنطونيو غالا فقط، ولكن كل منصف، عليه ألا يُحمّل (أبو عبد الله الصغير) هذا الإثم، فحتى أمه عائشة، التي تنسب لها تلك العبارة الشهيرة (ابكِ الآن مثل النساء ملكاً لم تحافظ عليه مثل الرجال)، قد تجاوزت في لومها وتأنيبها له - إن صح عنها أنها قالت ما قالته - والسبب أن ملكاً عظيماً كالذي بناه العرب في الأندلس، المدن العظيمة، القصور، الجامعات، الأسواق، الفنون، العلوم، المصانع، و.. ما كان يمكن أن تضيع بسبب رجل واحد، ولا في يوم وليلة، ولا خلال عام أو اثنين.

سقوط الحضارات سنة من سنن التاريخ وسيرورة الزمن، فأين الإمبراطورية الإغريقية، والرومانية والفارسية والإسلامية، البريطانية والإسبانية و.. أين الملوك والأمراء والممالك والعظمة والمجد؟ كل شيء إذا بلغ الكمال، انتهى، وصل منتهى نهايته، عندها ينهار من داخله، تماماً كما قال الشاعر الأندلسي

لكل شيء إذا ما تم نقصان

فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول

من سره زمن ساءته أزمان

فهل كان «أبو عبد الله الصغير» - آخر سلاطين الأندلس- خائناً أضاع الأندلس، كما يروي التاريخ، وكما يحلو للبعض أن يردد دون تفكر؟.

في مخطوطه القرمزي، حاول أنطونيو غالا أن ينظر إلى أبو عبد الله الصغير، بعدالة أكثر، وبإنسانية أعمق، لذلك، وجدنا أنفسنا أمام شخص آخر غير الذي عرفناه، وغير الذي وقعت عليه لعنة التاريخ: إنه شخص من لحم ودم، يعيش الحياة مثلنا، ويبكي بحرقة لأنه يعرف أن التاريخ سيظلمه كثيراً.

كلنّا نتذكر قولة أمه وهي تؤنبه إذ تراه يلتفت مودعاً غرناطة لآخر مرة باكياً: «ابكِ كالنساء مُلكاً لم تصنه كالرجال»؟، وبعد خمسة قرون، نقف أمام ملك بني الأحمر لنعيش الإحساس نفسه، أننا أضعنا جميعاً هذا الفردوس الرائع!

(المخطوط القرمزي)، هو قصة حياة «أبو عبد الله الصغير» من منظور إنساني، لطالما افتقده الإسبان في تلك الأزمنة الغابرة!