أحدث الأخبار
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد

صالح متخبّط ومذعور... مرحلة جديدة في اليمن

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 15-05-2017


مَن الأقوى في صنعاء، الحوثيون أم علي عبدالله صالح، ومَن سـ «يبيع» مَن وفقاً للتعبير السائد، بما فيه من إشارات إلى أن العلاقة بين الطرفَين أصبحت تربّصاً متبادلاً ولم تعد تحالفاً. بلغت الأزمة في اليمن الحال التي وصفها «التحالف العربي» منذ اللحظة الأولى لـ «عاصفة الحزم»، أي إعادة الشرعية، وبالتالي الدولة والحكم الذي يستوعب جميع الأطراف، بمن فيهم جماعة الحوثي وصالح، وإذا لم يعرف هؤلاء كيف يتعاطون مع المرحلة المقبلة فقد يُقصون أنفسهم بأنفسهم. الأرجح أن الحرب ستقترب من الحسم العسكري تمهيداً لإنهائها سياسياً، ليس فقط لأن «التحالف» يريد ذلك، بل أيضاً لأن الولايات المتحدة باتت ترى فيه مصلحةً لها. قد تدفع أيديولوجية «الممانعة» الإيرانية الحوثيين إلى الأخذ بتكتيكات حرب العصابات لمواصلة القتال لأطول زمن ممكن، لكن هذا الخيار لن يحقق لهم أي هدف يتوخّونه. أما الرئيس السابق فلا يتصف بأي أيديولوجية بل بعقيدة البقاء والاستمرار في السلطة بأي شكل أو صيغة متاحَين.
يصعّد الحوثيون ميدانياً في الجبهات الداخلية وعلى الحدود مع السعودية، لكنهم لم يقطعوا التواصل مع مندوبين سعوديين في ظهران الجنوب، وعيونهم مسلّطة على محادثات في برلين بين ممثلين عن صالح مع مندوبين سعوديين. لم تقل السعودية في أي وقت إنها في صدد إقصائهم أو إقصاء غيرهم عن المشهد السياسي، ولم تعارض حصولهم على حصة مهمة في أي حكومة تنبثق من حل سياسي ترعاه الأمم المتحدة، لكن أي حل يعيد الدولة ضعيفة ومهمّشة ويبقي السلاح المنهوب من جيشها متناثراً في أيدي الميليشيات سيكون بالتأكيد مرفوضاً من المجتمع الدولي برمّته. وبما أن زمام المبادرة في الحرب انتقل إلى قوات الحكومة الشرعية فقد أصبح على الحوثي وصالح أن يحسما أمرهما، ومن الواضح أن مصالحهما افترقت الآن، لذا بادر كل منهما إلى التفاوض على حدة. هذا لا يعني أن جانب «التحالف» المؤيّد للشرعية متماسك، بل يشهد بدوره افتراقاً في المصالح بلغ حدّ الشروع الفعلي في انفصال الجنوب، على نحوٍ يمكن أن ينعكس على السعي إلى استعادة الدولة في الشمال.
عندما انضم عسكريو صالح إلى مقاتلي الحوثيين للإجهاز على الدولة وجيشها، كان الرئيس السابق آنذاك أقوى من حلفائه الجدد - خصومه السابقين، سواء بكفاءة عسكرييه ونوعية سلاحهم، أو بمعرفته لخريطة التخزين السرّي للسلاح، كما أنهم خاضوا أهم المعارك وأقساها ضد قوات الشرعية والمقاومة الشعبية، خصوصاً في تعز، لكنها نُسبت إلى الحوثيين. بعد عامين من الحرب فَقَد صالح الكثير من عسكرييه، فإما استقطبهم الحوثيون أو انسحبوا إلى بيوتهم محجمين عن القتال، ومن كوادره المدنية، إذ تعرّض عددٌ منهم للقتل أو الترهيب على أيدي الحوثيين. ولا عجب في ذلك، بل كان متوقّعاً، بسبب انعدام مزمنٍ للثقة بين الطرفين، إذ ظن كلٌّ منهما أنه يستطيع استخدام الآخر، ريثما يحقق أهدافه ثم يتخلّى عنه بسهولة.
يحاول صالح الآن إعادة طرح نفسه وجماعته كرقم يُعوَّل عليه في مرحلة إنهاء الحرب، ومن الواضح أنه استشعر وشوك النهاية ويريد إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن دهاءه لا يكفي لتغيير حاله بعدما أصبح ورقةً محروقة. ها هو يتخبّط عارضاً التفاوض مع السعودية في الرياض، أو خميس مشيط أو مسقط، مغازلاً إيران بعد فوات الأوان، وداعياً روسيا للتدخّل، ولا يجد أي استجابة.;