أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

تغيير الواقع أم تجاهله؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-05-2017


كنت قد كتبت في وقت سابق عن آخر أعمال الروائي التشيكي ميلان كونديرا، وذكرت يومها أن روايته التي تحمل عنوان «حفلة التفاهة» ليس من السهل إكمالها أو تبيّن مغزاها بشكل سريع ، كما أن الترجمة لا تساعدك في شقّ طريقك نحو النهاية، خاصة وأن أعمال كونديرا ذات بعد فلسفي عميق، وتحتاج إلى قراءة متأنية وصبر، والرواية المقصودة تدور حول مفهوم «التفاهة» في مقابل القيمة !

أعلم أن الفكرة ليست بتلك السهولة، إذاً لنحاول مرة أخرى شرح الفكرة: كونديرا يحاول إيصال فكرة أن التفاهة المحيطة بنا والتي تصبغ معظم المشهد الحياتي في العالم، تفاهة وعبثية القتل والحروب والصراعات، وحوادث السيارات !

إن التفاهة التي يمكن رصدها من وجهة نظرك في الحفلات وفي حياة النجوم، وفي المناطق الأخرى من الحياة حيث لا أمراض ولا حروب ولا حرمان ولا سيدات يعانين الأمرين ليحصلن على قوتهن ولقمة صغيرة للصغار، هذه التفاهة، ليست كذلك إلا من وجهة نظرك، هذه الرؤية التي لن تغير الواقع أبداً مهما حاولت أن تخدشه أو تنتقده أو تتحدث عنه، لماذا ؟ لأنه الوجه الآخر للحياة والمعادل الأزلي لكل ما يحيط بنا، ولقد حاولت كما حاول غيرك أن ترفض وتنتقد وتصرخ وتملأ الفضاء بالكلام الغاضب، فماذا كانت النتيجة ؟ كونديرا يقول: لا نتيجة، كل شيء سيبقى وسيستمر كما هو!

ما الذي يمكن أن يوقف تفاهة الموت المجاني في حفلة التفاهة الكبرى المسماة بالحروب ؟ ما الذي يجعل الأمراض تصبح أكثر شراسة وتتحول إلى مجرد تجارة وأسهم لشركات الأدوية في البورصات العالمية ؟ ما الذي حوّل المآسي والقتل إلى تجارة يعتاش منها أمراء وملوك الحروب ؟ ما الذي يعزز كل هذا الخراب سوى التفاهة؟!

في مقطع من روايته «حفلة التفاهة» يذكر ما نصه (أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام، لم يكن ثمة سوى مقاومة وحيدة ممكنة: ألا نأخذه على محمل الجد"، فكم مرة سمعت مثل كونديرا يقول لك هذا الكلام؟ مرات ومرات حتماً، مع ذلك فلا بأس من المحاولة، فنحن من الذين لا زلنا نصدق الأمل، ونؤمن بأن الحياة لم تخلق عبثاً، وأن على وجه الأرض ما يستحق الحياة دائماً لكن بالأمل، فهل يدخل الأمل ضمن معادلات التفاهة بشكل أو بآخر!