أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

تحت سماء مدينة ساحلية !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-05-2017


في كل مرة أزور فيها مدينة ساحلية، تطل على البحر من أوسع نوافذه، تغسل جسدها فيه طيلة الوقت، تضبط وقتها على مواسم النوارس والرياح والأمواج، أشعر أن فيها شيئاً من مدينتي دبي، شيئاً من روح أهلها، أخلاقهم، دماثتهم، طيبتهم وانفتاحهم على الجميع من أوسع النوافذ، البحر ديمومة الحياة والفرح والضجيج، أهل البحر يتعاملون مع الحياة كما مع البحر، بحذر المواجهة، وحكمة لا يعرفها إلا من ترك الموج آثاره على جسده وروحه، مدن البحر لا تشبهها أية مدن أخرى، تكاد تسمع ضجيج الحياة في أزقتها القديمة وإن لما تصل إليها بعد!

دبروڤنيك، مدينة صغيرة جداً، تسكن وأهلها أقصى جنوب كرواتيا تواجه البحر الأدرياتيكي. أهم ما يميزها أنها محاطة بجدران حجرية ضخمة تم الانتهاء من بنائها في القرن السادس عشر، وبعد ذلك تم الحفاظ على تلك المباني جيداً في مواجهة ظروف الهدم كالحروب وغيرها، فمنذ العصر الباروكي لا تزال كنيسة سانت بليز الباروكية صامدة تستقبل الزوار وكاميرات السياح كل لحظة، إلى قصر سبونزا المطل من رومانسية فنون عصر النهضة، وقد تحول إلى متحف تاريخي. في الحقيقة وأنت تتنقل ببساطة بطول البلاد وعرضها لن تجد صعوبة في تفقد كل مبانيها وأزقتها وقصورها وقلاعها، فهي لا تتجاوز الـ 6 كيلومترات لا أكثر!

السياحة اهتمام الدول منذ سنوات طويلة، لكن التركيز يبدو واضحاً باتجاه التاريخ وما صار يعرف بالمدن القديمة، فما من مدينة تعرض لك حسناتها لتغريك بزيارتها إلا وتقدم لك أوراق اعتماد مدينتها أو وسطها العتيق، حيث القصور القديمة، والبيوت العتيقة والأزقة الضيقة والشوارع المرصوفة بالحجارة الجبلية، وعازفو الموسيقى بآلاتهم التقليدية وملابسهم التي تعود لعصور المدينة الذهبية، والناس كل الناس، من كل الثقافات، ومن كل الأعمار يتهافتون إلى هناك، يمشون بخطوات وئيدة، بوجوه منبسطة وابتسامة واضحة، يسيرون بهدوء ويتأملون التفاصيل ببهجة، التاريخ حالة حنين محببة للجميع، وافتقاد إنساني عام للعمق والمعنى والحكمة والجدوى والامتداد الذي لا ينمحي ولا يتوقف أبداً !

حين مشيت في تلك الممرات الضيقة، والمرصوفة بحجارة مصقولة، وحين نظرت للأقواس الحجرية في القصور وتلك الجدران العالية جداً للكنائس، وجدت الدقة التي تميز نتاجات تلك القرون، المهندس الذي عمل بإتقان لإنجاز عمله، العامل الذي وضع الحجارة بتأن وتأكد من أن كل شيء في مكانه لن يتخلخل ولن يسقط ولن ينهار بسبب عيوب البناء وفساد الأخلاق، تلك الدقة في رسم اللوحات ونحت التماثيل والنقوش، تلك المهارة لا تتوافر اليوم إلا بأسعار خيالية، وقد لا تتوافر لأن الزمن يمضي سريعاً ملتهماً كل شيء في طريقه وأول ما يذهب إلى غير رجعة قيم أصحاب الحرف ومعايير الإتقان لديهم !