أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

الطفولة.. الصورة الحقيقية للوطن

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 03-12-2017


ما أتذكره جيداً، أننا في طفولتنا البكر، تلك الطفولة التي حين نتذكرها، يتدحرج الموج في قاع القلب، وتهب روائح أسماك، وتخشخش قواقع كنا نمشي عليها، ونحن نركض في تلك المساحات البيضاء من رمل الشاطئ، ما أتذكره هو الرفاق الذين كبرنا معهم، الرجال الذين كنا نسمع تعليماتهم كما أهلنا، مدرسة الحي الأولى، وأبقار جدتي، ما أتذكره هو طقس الأمان، الذي كان يملأ الأمكنة بلعبنا حتى ساعات الليل المتأخرة.

ما أتذكره بوضوح تام ونقي، يشبه الألوان في العلبة الصغيرة، النوارس، ثياب الصغيرات المزركشة، ثياب الجدات والأمهات العابقة بالألوان والبخور والعطور، أبواب البيوت المتلاصقة، مئذنة مسجد حي عيال ناصر وأصوات الأذان، المراكب الواقفة كلعب بعيدة لا تطالها أيدي الصغار، رزم السمك يحملها الرجال الخارجون من مراكب الصيد، أسماك (العومة) المفروشة على الرمل في حي (الضغاية) الموازي لحيّنا.

وأتذكر ما هو أكثر وأجمل، هذه ذاكرة نحبها جميعاً، نعشقها، وحين تلوح، نبتسم ونمد أيدينا كمن يريد الإمساك بها، كم يريد أن يصير خيطاً يرف في قماشة تلك الأيام، تلك الذاكرة ليست سوى الوطن، حين تسلل واستقر حباً أبدياً في داخلنا، فهكذا أحببنا نحن الوطن، لعبنا معه بحراً وموجاً، ركضنا ودفنا أجسادنا الصغيرة في رمله ومائه وملحه، حتى استقر كفصيلة دمنا، غافلنا نوارسه واصطدنا أسماكه، وتعرفنا إلى كل شيء فيه، هكذا نما الوطن فينا، وهكذا لن ننسلخ منه ما حيينا.

اليوم يحتاج الصغار إلى الكثير، لتغرس فيهم هذا الوطن منذ النَفَس الأول، منذ الخطوة الأولى وأول حرف يتعلمونه، فحب الوطن وحب الانتماء إليه، ليس مجرد شعارات نرددها، وأعلام ملونة، وأغانٍ وموسيقى، الوطن أكبر وأعمق وأجمل، إنه المعنى الآخر للأمان، والكرامة، وفضاء الحرية الذي بلا حدود، هو التعليم والصحة والبيت والأهل، هو الحنين لحارات اللهو ومرابع الصبا، وحتى لتلك الجدران التي كتبنا عليها بالفحم وبالطبشور، كل العبارات التي تعلمناها في المدرسة، اليوم، ونحن نحتفل بعيد الاتحاد، فإنما نحتفل باستحقاقنا لهذا الوطن ووفائنا له، كما نحتفل باستحقاقه لكل ما وصل إليه من مجد وجمال.

الثاني من ديسمبر.. وكل يوم، وأنت وطني وأرضي وأمني وأماني.