أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

فتنة الأشياء!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-05-2018

وأنا أسير متمهّلة متنقلة بين جسر وجسر، ومن متحف لقصر لساحة تعج ببشر من كل الدنيا، ثملة بحالة الطقس البديع وبما أرى وأسمع وأقرأ، قادتني قدماي وفضولي للدخول في كثير من حوانيت فلورنسا التي تبيع ذوقاً إيطالياً مغايراً على هيئة بضائع ساحرة، ذوق تحسّه معتقاً وذاهباً في الزمن وفي الإتقان حد دوران الرأس!

كيف يمكن لمنتج صغير (تمثال لطفل من المرمر الأبيض، علبة معدنية أنيقة تحوي شيئاً من زيت الزيتون، حذاء طفلة، قميص رضيع بأزرار من اللؤلؤ، باقة ورد، زجاجة عطر تتغلغل في روحك، سوار فضي تشتريه لعزيز على قلبك..) أن يفتنك حين تلمسه فتشهق تأثراً؟ هذه أشياء لا تشبه غيرها مما اشتريته في حوانيت كثيرة حول العالم، وإذ يراك البائع تقلب شيئاً منها بين أصابعك يبادرك: إنه صناعة يدوية من هنا، من فلورنسا!

تشتري ما أردت، تنقد البائع ثمنه، وتخرج تدور في رأسك فكرة الإنسان وصناعة الحضارة، فتتأمل كيف يأتي البشر من أمكنة مختلفة، يعجنهم الوقت وتصهرهم الجغرافيا، ثم يمنحون الأمان فيبدأون بتشكيل زمانهم ومكانهم عبر مئات السنين، تعرف عندها أن الأعمال العظيمة والجميلة التي مررت بها هي نتاج الوقت المتمهل والفضائل، فضيلة الإتقان والعمل الدؤوب والشغف!

إنني أعترف أمامكم بوقوعي في الدهشة دائماً حيال هذه التفاصيل التي تدخلني فيها المدن التاريخية والعتيقة، أنا التي -اعتقدت جهلاً- أنني قد اكتفيت بكل ما شاهدت من التجوال والسفر وعقدت العزم على ألا يبهرني شيء كي أحفظ لعقلي تلك المسافة الحاسمة التي تمنحه فرصة لا بأس بها للحكم بشكل أكثر دقة وموضوعية! فأكتشف في كل مرة أنك مع الحب والدهشة لا يمكنك أن تكون محايداً أبداً!

أليكس صاحب حانوت الذهب وزوجته ألكساندرا، كانا يعرضان مشغولات ذهبية لافتة وفي غاية الجمال، حين طلبت أن أرى إحدى القطع فاجأتني دماثة الرجل وكرمه وسمرته وابتسامته، شعرت بأنني أعرفه، إنه كأحد الذين تبادلت معهم الحديث في القاهرة أو بيروت أو طنجة، يذكرك برجل يدير مقهى في ميناء جبيل أو الإسكندرية، سألته: هل أنت من أهالي فلورنسا؟ قال: نعم لكن أبي مصري، ووالدتي أصولها من حلب. ثم أخرج ألبوم صور له ولوالده ووالدته، هكذا تتخلق حضارة الإنسان!