أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

الاستعمار و«إنجازات» تجار الشعارات

الكـاتب : علي العمودي
تاريخ الخبر: 13-09-2018

صحيفة الاتحاد - الاستعمار و«إنجازات» تجار الشعارات

قد يستفز هذا الحديث الكثير من «القومجية» و«الثورجية» وتجار الشعارات الذين غالباً ما ينعتون غيرهم بالرجعية والتخلف باعتبارهم من سلالات «التحضر والتقدمية»، ولكنها الحقيقة المرة، عندما تتأمل اليوم في أحوال الكثير من البلدان في مناطق عدة من العالم الثالث، بعد أكثر من 60 عاماً من رحيل المستعمر.
غير بعيد من منطقتنا كان هناك بلد لا يملك وقتها أي موارد طبيعية، فقط كان يستمد ازدهاره من موقع مينائه الشهير الذي كان ثاني أو ثالث أكثر موانئ العالم ازدحاماً وحركة، وكان الجنود البريطانيون المرابطون فيه يكتبون لذويهم وصاياهم عندما تصدر أوامر نقلهم إلى سنغافورة التي لم تكن سوى غابة من أراض رطبة تستوطنها الأمراض والأوبئة. اليوم سنغافورة سجلت لمواطنيها أكبر معدل دخل للفرد في آسيا، بينما واصل ذلك البلد -بعد رحيل المستعمر- رحلة الغوص في مستنقعات الفقر المدقع، بعد أن جعلت «القبائل الماركسية اللينينية» البلاد قاعاً صفصفاً في حروبهم العبثية، واستخدام صواريخ «سام» في معارك تناحر الرفاق التي لم تخمد إلا بالفرار لأحضان نظام أكثر تخلفاً سرعان ما تبخر في عواصف الولاء الطائفي المتمدد الذي عصف باستقرار المنطقة.
تتأمل في أحوال دول ترقد على ثروات هائلة، وقدمت قوافل ضخمة من الشهداء ليرحل عنها المستعمر، وإذا بها وبعد 70 عاماً من رحيله تعض أصابع الندم، لا تزال متمسكة بلغته، مضطربة الهوية بعد أن تفرغ «أبطال التحرير» للنهب واقتسام الغنائم والمكاسب، وتركوا مواطنيهم للفقر، بعد أن استعصى الوصول لشربة ماء نقية، وأصبح البحث عن كسرة الخبز في سلة الغذاء عزيز المنال، والبنى التحتية من بقايا المستعمر المطرود.
أفعال المتاجرين بالشعارات بحق أوطانهم من القسوة والألم بحيث يصعب تصورها، وهم يستبيحون آدمية وكرامة مواطنيهم، تحت شعارات ما أنزل الله بها من سلطان. كانوا يعلقون فشلهم وخيباتهم على المستعمر الذي كان أرحم منهم على شعوبهم، شاؤوا أم أبوا، ولكنه الواقع المشهود أمام أنظارنا ولا تستطيع التقارير البراقة أن تخفي الوجه القبيح لتلك الإخفاقات الناجمة عن غياب أي مشروع تنموي حقيقي، مجرد شعارات في الهواء لا تسد رمق ملايين الأفواه الجائعة، أو تصنع حياة كريمة لآلاف الشباب المحبطين الذين وجدوا أنفسهم أسرى الإحباط واليأس، أو ركوب قوارب الموت لعبور البحر باتجاه بلدان المستعمر الذي كان.