أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

سيرة مستبد يضحي بأتباعه

الكـاتب : مأرب الورد
تاريخ الخبر: 12-05-2017


يختزل الطغاة كل شيء في صورتهم، يعتبرون أنفسهم الوطن والشعب والتاريخ والثوابت الوطنية، وكل من ينتقد سلوكهم وسوء إدارتهم ينظرون إليه كعدو يستهدف الوطن لا الحاكم الفرد المستبد.
وبالطبع فإن هؤلاء الطغاة يحتاجون لمن يسوّق لهم سياساتهم ويقدمها للشعب على أنها إنجازات، وإن كانت إخفاقات لا تخطئها العين، ولا شك أن شركاء الاستبداد هم حملة مباخر النفاق من جوقة المنتفعين وبائعي الضمير وأبواق من بلاط صاحبة الجلالة.
ولأجل بقائه في الحكم طويلاً، يسخر الحاكم المستبد كل أدوات نفوذه من مال وعسكر ومخابرات ومتزلفين وأعضاء بحزبه، ليكونوا جميعاً عصا يقمع بها معارضيه، ويضحي بها إذا احتاج إلى ذلك، عندما يكون الأهم رأسه وما نهبه من مال.
وفي الحالة اليمنية، يحضرنا الرئيس المخلوع الذي ضحى طوعاً وكرهاً بأغلب نفوذه بالجهاز الإداري للدولة المدني والعسكري، وحتى القبلي والحزبي، لصالح «أعداء الأمس»، وهم الحوثيون، ليكونوا عصا الانتقام من خصومه الذين أطاحوا به، ولا بأس من تأجيل الثأر بينهما حتى أجل غير مسمى.
بعد عامين من الانقلاب الذي اشترك فيه صالح وحليفه الحوثي، يبدو الأخير أكثر قوة من الأول، بعدما بات يتوسع في نفوذ الرجل الذي حكم اليمن ثلاثة عقود، حتى إن البعض يقول إن صالح أشبه بالأسير بصنعاء، وإن كان يتحرك بشكل محدود، لكنه تحت المراقبة.
أكبر الخاسرين من تحالف صالح مع الحوثي هم أعضاء حزبه الذين يتعرضون للفصل الوظيفي والإقالة، خاصة المسؤولين الكبار، والاختطاف، وإن لم يصل إلى درجة خصومهم من مؤيدي الشرعية، لكن نظرة الحوثيين إلى المؤتمريين أنهم «طابور خامس»، باستثناء المؤيدين لهم، وهم خليط من المنتفعين والفاسدين.
لا يجرؤ أعضاء حزب صالح على النقد العلني، ومن غامر وكتب بصفحته بـ»الفيس» أو «تويتر» أو تكلم بمكان عام، أصبح عرضة لملاحقة الحوثيين بتهمة تأييد «العدوان»، أي أن مجرد السؤال عن الرواتب الموقفة، مثل بقية الموظفين، تهمة تستوجب العقاب.
في كل مناسبة يتعرض فيها مؤتمري لفصل من الوظيفة، أو إيقاف أو اعتداء يجد نفسه بلا تضامن من حزبه، ولا تستغرب إن سمعت أو قرأت لأحدهم ما يشبه اللوم له على إدخال نفسه «سوقاً هو في غنى عنه»، وهذا ينطبق على إعلام الحزب الذي يتجاهل الأمر، التزاماً بتوجيهات صالح تحت مبرر «الحفاظ على الصف والشراكة».
وبدلاً من أن يدافع عن أتباعه، ويدين ما يتعرضون له، دعاهم صالح في كلمة له لتحمل ما يصفها بالاستفزازات، مع أنها أكبر من ذلك، وهو ما سيعتبره الحوثيون بمثابة ضوء أخضر للمزيد من البطش والتنكيل لكل من يرفض أوامرهم، ولديهم تفويض من «الزعيم».
لا مشكلة لدى صالح في التضحية بأتباعه، مثلما ضحى بأهم نفوذه بالجيش والأمن والاستخبارات مقابل سلامة رأسه وأسرته وأمواله، وإن كانت بالخارج، لحين تجاوز أزمته الحالية.;